رسالة فرات

رسالة فرات محمد جمال صقر2

اطَّرِحُوا عن بَالِكُمْ -يا أحبابي- اطَّرِحُوا عن بَالِكُمْ:

كُلَّ ما تَجَرَّعْتُمُوهُ من خبائث الجهلاء،

وكُلَّ ما تَحَفَّظْتُمُوهُ من فرائد الحكماء،

وكُلَّ ما تَوَهَّمْتُمُوهُ من لطائف الأدباء-

وانظروا معي طَوِيلًا طَوِيلًا طَوِيلًا،

في رسالة ابْنِي الأصغر فُرَات، التي حُمِلَتْ إلى أخي الحبيب الأستاذ الدكتور محمد عبد الفتاح العمراوي في رحلته الأخيرة وَحْدَهُ إلى القاهرة الفاخرة، فأَوْصَلَها إليَّ وَحْدِي بمَسْقَطَ من سلطنة عُمان- ولا تُفْلِتَنَّكُمْ:

مَشْغلةُ فُرَاتٍ الكُبْرَى فيها،

ولا دقائق أفكاره بها،

ولا مداخل تَوَصُّلِه إليها،

ولا أساليب تعبيره عنها،

ولا أخطاؤه اللغوية والإملائية في أصواتها وصيغها ومفرداتها وتعبيراتها وجملها وفقرها -فنحن قوم من العرب المسلمين بُداة غير جُفاة، نُعَبِّر بأخطائنا عما لا يُعَبِّر عنه الناس بأَصْوِبَتِهِمْ- وبالله لا تنسوا ما أَهْمَلَه من نُقَط حروفها؛

فبالله ما أَهْمَلَها إِذْ أَهْمَلَها، ولكنه زَرَعَها في قلبي؛ فإذا كُلُّ نُقْطَةٍ شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ “أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا”:

تَجُولُ فِي الْبُيُوتِ وَالْقُلُوبْ

رَائِحَةُ الْحَبِيبْ

تَزْكُمُ أَنْفَ الطِّيبْ

تُقَاتِلُ الْوَحْدَةْ

فَتَقْتُلُ الْوَحْشَةْ

سُبْحَانَ مَنْ سَخَّرَهَا!

Related posts

Leave a Comment